سواد الليل يجلوه الصباحُ *** وذلُّ الوجه يمحوه السلاحُ

سواد الليل يجلوه الصباحُ *** وذلُّ الوجه يمحوه السلاحُ
ومن يرتع بمرعى الظلم يوماً *** تؤدبه الصوارمُ والرماحُ
وللمظلوم حق يقتضيهِ *** وإن غارت بلبّته الجراحُ
ومهما حاول الطاغوت كيداً *** لدين الله بادرهم كفاحُ
وإن تشكك فسائل كل دهرٍ *** فإن العز للإسلام ساحُ
رمانا الفرس بالآساد منهم *** فأحسنا المذابح فاستراحوا
ونكسنا لأهل الصين رأساً *** وأعطونا الفدا كي لا يجاحوا 
وأهل الكفر من عَجَم وعُربٍ *** خضدنا شوكهم لمَّا أشاحوا
ومهما سرت في شرقٍ وغربٍ *** تخبرك الروابي والبِطاحُ
ورام الروم للإسلام كيداً *** فأردتهم مكائدهم وطاحوا 
سقيناهم من الإذلال بحراً *** وكانوا لا يهاض لهم جناحُ
وجاءوا اليوم في كَلَبٍ علينا *** يظن الروم أنَّا نستباحُ
يظنون الفوارس في سباتٍ *** وأن الأسد يُفزعها نباحُ
تناسى الروم ذلاً قد دهاهم *** وفي التاريخ للناسي انتصاحُ
أما لكم فهوم تجتليهِ *** فقد يشتار بالفهم الرَباحُ
تركناكم على اليرموك صرعى *** تنازعكم نسورٌ والسَّراحُ 
ومعتصم وهارون غزاكم *** وفي حطين حطمكم صلاحُ
وفي الروس الجبابر خير وعظٍ **** فإن الإتعاظ بهم يباحُ
وكنتم منهم تبكون رعباً *** وكانوا كالرواسي لا تُزاحُ
فلذتم كالنعاج بظل قومي *** لأن البيض في يدنا صِحاحُ
أتونا في جحافل عابسات *** ضحكنا في وجوههم فناحوا
ومزقنا بلادهم فصاروا *** كقرطاس تُذَّريه الرياحُ
وقوضنا بأمريكا صروحاً **** أأنكرتم وهل تخفى بَرَاحُ ؟

للشاعر : منصور الشامي

هناك 6 تعليقات: