ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺗﻮﺍﻋﺪﺕ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ
ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻛﺮﺳﻴﺪﺍ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ
ﻭﻧﺰﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺎﺑﺎﻥ ﻭﻗﺎﻣﺎ ﺑﺤﻤﻞ ﻋﺠﻮﺯ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺟﺪﺍ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻭﻗﻠﺖ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﺨﺮ ﻟﻚ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻠﻜﺔ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﻙ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﻛﺮﺍﺳﻴﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ
ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻭﺣﻴﻜﺖ ﻟﻪ ﻣﺎﺭﺃﻳﺖ
ﻓﻘﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺟﻴﺮﺍﻧﻲ ﻭﺳﺄﺣﻜﻲ ﻟﻚ ﻗﺼﺘﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ
ﻭﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ :ﻳﻘﻮﻝ :
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺮﻏﻨﺎ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﻹﻧﺘﻈﺎﺭ ﺯﻭﺍﺭ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﻭﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﺃﺣﺎﺩﺛﻬﻢ ﻭﺃﻭﺻﻒ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﺸﻐﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﺗﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻀﻌﺔ ﺷﻬﻮﺭ ﺃﻧﺬﺍﻙ
ﺃﺷﺤﺖ ﺑﻮﺟﻬﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻬﺎﺗﻒ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﺎﺷﺎﺀ ﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺣﻴﻦ ﻫﻤﻤﺖ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺄﺣﺪﻫﻢ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﺘﻼﺑﻴﺐ ﺃﺧﻴﻪ ﻭﻳﺠﺬﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ
ﺳﺘﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ
ﻭﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻓﻌﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﺮﺍﻙ ﻭﻛﻼ ﻳﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺮ ﻭﻳﺘﺪﺍﻓﻌﺎﻥ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ
ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻧﺘﺪﺧﻞ ﻓﻮﺭﺍ
ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﺎﻋﻬﺪﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﻻ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ
ﺃﺳﺮﻋﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﻪ ﻣﻤﺎﻳﺤﺼﻞ
ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﻤﺴﻚ ﺑﺘﻼﺑﻴﺐ ﺃﺧﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻠﻴﺤﻔﻆ ﺣﻘﻲ
ﺗﻘﺪﻣﻨﺎ ﻭﺃﺑﻌﺪﻧﺎ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﺮ
ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﺇﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺘﻀﺎﺭﺑﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻣﻜﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺮﺃﻯ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺴﻤﻊ
ﻭﺵ ﻓﻴﻜﻢ ﺧﻴﺮ ﻭﺵ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﺧﻮﺓ
ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻗﺎﺋﻼ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺣﻤﻞ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺣﺴﺐ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻬﺎ
ﻣﻦ ﺳﺮﻳﺮﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺃﻧﺰﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻣﻦ ﺣﻘﻲ ﺃﻧﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﻤﻠﻬﺎ ﻭﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻟﻲ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺨﺪﻣﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﻭﺗﻮﺍﻋﺪﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﺄﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﺃﻧﺖ ﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻲ
ﻳﻘﻮﻝ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﺃﻓﻮﺍﻫﻨﺎ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻌﺼﻒ ﺑﻌﻘﻠﻲ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ
ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺣﻤﻞ ﺃﻣﻪ
ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺃﺣﺒﺲ ﺩﻣﻮﻋﻲ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺃﻥ ﻧﺤﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻛﺎﻥ
ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﺤﻘﻪ
ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻨﺎ ﻭﻗﻔﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻦ
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻠﺘﻰ ﺫﻛﺮﻭﻫﺎ ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺤﻜﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﺮ ﻓﻌﻞ
ﻟﻬﺎ ﻭﻋﻤﻞ ﻟﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﻭﻟﻢ ﺃﺳﻮﻱ
ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺣﺮﻣﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﺇﺳﺘﺄﺛﺮﺕ ﺑﻬﺬﺍ ﻟﻨﻔﺴﻚ
ﻭﺣﻜﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺗﺠﺒﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻤﺜﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺧﺎﺻﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻟﻴﻌﻮﺽ ﻣﺎﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺗﻔﺎﻕ ﻣﺴﺒﻖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﻘﻮﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﻭﻳﻮﻡ ﺃﻱ ﺃﻥ ﻛﻞ
ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﻳﻮﻣﻪ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺍﻹﺧﺘﻼﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﺮﻭﺝ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺇﻣﺎ
ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺃﻭ ﻟﻠﻌﻤﺮﺓ ﺃﻭ ﻟﻠﺘﻨﺰﻩ
ﺇﺣﺘﺮﻧﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﻭﺍﻗﻔﻴﻦ ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺗﻨﺎﺯﻻ ﺣﺘﻰ ﻛﺪﺕ ﺃﻥ ﺃﺣﻤﻞ ﺃﻣﻬﻢ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻭﺻﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺷﻘﺘﻬﻢ ﻛﻲ ﻧﺮﻳﺤﻬﻢ ﻭﻧﺴﺘﺮﻳﺢ
ﻗﺎﻃﻌﻨﺎ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﺍﻷﺥ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺃﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺇﺗﻔﺎﻕ ﻭﺃﻧﺎ
ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻌﺮﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻗﺪ ﺇﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺃﻧﻪ ﻭﺟﺪﻫﻢ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻦ
ﺑﻴﺘﻪ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭﺣﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻼﻫﺎ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﺳﻮﻳﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﺮﻭﺝ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺃﻭ ﻋﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
" ﺍﻣﻚ ﺛﻢ ﺍﻣﻚ ﺛﻢ ﺍﻣﻚ ..... "
ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻛﺮﺳﻴﺪﺍ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ
ﻭﻧﺰﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺎﺑﺎﻥ ﻭﻗﺎﻣﺎ ﺑﺤﻤﻞ ﻋﺠﻮﺯ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺟﺪﺍ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻭﻗﻠﺖ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﺨﺮ ﻟﻚ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻠﻜﺔ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﻙ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﻛﺮﺍﺳﻴﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ
ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻭﺣﻴﻜﺖ ﻟﻪ ﻣﺎﺭﺃﻳﺖ
ﻓﻘﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺟﻴﺮﺍﻧﻲ ﻭﺳﺄﺣﻜﻲ ﻟﻚ ﻗﺼﺘﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ
ﻭﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ :ﻳﻘﻮﻝ :
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺮﻏﻨﺎ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﻹﻧﺘﻈﺎﺭ ﺯﻭﺍﺭ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﻭﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﺃﺣﺎﺩﺛﻬﻢ ﻭﺃﻭﺻﻒ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﺸﻐﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﺗﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻀﻌﺔ ﺷﻬﻮﺭ ﺃﻧﺬﺍﻙ
ﺃﺷﺤﺖ ﺑﻮﺟﻬﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻬﺎﺗﻒ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﺎﺷﺎﺀ ﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺣﻴﻦ ﻫﻤﻤﺖ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺄﺣﺪﻫﻢ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﺘﻼﺑﻴﺐ ﺃﺧﻴﻪ ﻭﻳﺠﺬﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ
ﺳﺘﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ
ﻭﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻓﻌﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﺮﺍﻙ ﻭﻛﻼ ﻳﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺮ ﻭﻳﺘﺪﺍﻓﻌﺎﻥ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ
ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻧﺘﺪﺧﻞ ﻓﻮﺭﺍ
ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﺎﻋﻬﺪﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﻻ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ
ﺃﺳﺮﻋﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﻪ ﻣﻤﺎﻳﺤﺼﻞ
ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﻤﺴﻚ ﺑﺘﻼﺑﻴﺐ ﺃﺧﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻠﻴﺤﻔﻆ ﺣﻘﻲ
ﺗﻘﺪﻣﻨﺎ ﻭﺃﺑﻌﺪﻧﺎ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﺮ
ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﺇﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺘﻀﺎﺭﺑﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻣﻜﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺮﺃﻯ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺴﻤﻊ
ﻭﺵ ﻓﻴﻜﻢ ﺧﻴﺮ ﻭﺵ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﺧﻮﺓ
ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻗﺎﺋﻼ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺣﻤﻞ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺣﺴﺐ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻬﺎ
ﻣﻦ ﺳﺮﻳﺮﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺃﻧﺰﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻣﻦ ﺣﻘﻲ ﺃﻧﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﻤﻠﻬﺎ ﻭﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻟﻲ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺨﺪﻣﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﻭﺗﻮﺍﻋﺪﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﺄﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﺃﻧﺖ ﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻲ
ﻳﻘﻮﻝ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﺃﻓﻮﺍﻫﻨﺎ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻌﺼﻒ ﺑﻌﻘﻠﻲ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ
ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺣﻤﻞ ﺃﻣﻪ
ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺃﺣﺒﺲ ﺩﻣﻮﻋﻲ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺃﻥ ﻧﺤﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻛﺎﻥ
ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﺤﻘﻪ
ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻨﺎ ﻭﻗﻔﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻦ
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻠﺘﻰ ﺫﻛﺮﻭﻫﺎ ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺤﻜﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﺮ ﻓﻌﻞ
ﻟﻬﺎ ﻭﻋﻤﻞ ﻟﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﻭﻟﻢ ﺃﺳﻮﻱ
ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺣﺮﻣﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﺇﺳﺘﺄﺛﺮﺕ ﺑﻬﺬﺍ ﻟﻨﻔﺴﻚ
ﻭﺣﻜﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺗﺠﺒﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻤﺜﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺧﺎﺻﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻟﻴﻌﻮﺽ ﻣﺎﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺗﻔﺎﻕ ﻣﺴﺒﻖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﻘﻮﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﻭﻳﻮﻡ ﺃﻱ ﺃﻥ ﻛﻞ
ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﻳﻮﻣﻪ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺍﻹﺧﺘﻼﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﺮﻭﺝ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺇﻣﺎ
ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺃﻭ ﻟﻠﻌﻤﺮﺓ ﺃﻭ ﻟﻠﺘﻨﺰﻩ
ﺇﺣﺘﺮﻧﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﻭﺍﻗﻔﻴﻦ ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺗﻨﺎﺯﻻ ﺣﺘﻰ ﻛﺪﺕ ﺃﻥ ﺃﺣﻤﻞ ﺃﻣﻬﻢ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻭﺻﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺷﻘﺘﻬﻢ ﻛﻲ ﻧﺮﻳﺤﻬﻢ ﻭﻧﺴﺘﺮﻳﺢ
ﻗﺎﻃﻌﻨﺎ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﺍﻷﺥ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺃﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺇﺗﻔﺎﻕ ﻭﺃﻧﺎ
ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻌﺮﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻗﺪ ﺇﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺃﻧﻪ ﻭﺟﺪﻫﻢ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻦ
ﺑﻴﺘﻪ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭﺣﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻼﻫﺎ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﺳﻮﻳﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﺮﻭﺝ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺃﻭ ﻋﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
" ﺍﻣﻚ ﺛﻢ ﺍﻣﻚ ﺛﻢ ﺍﻣﻚ ..... "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق